رياض عمر Admin
عدد المساهمات : 320 نقاط : 887 تاريخ التسجيل : 03/04/2010 العمر : 39
| موضوع: ماذا قدمت لدين الله؟ الثلاثاء مايو 04, 2010 11:51 am | |
| أنت (منّي) .. وأنا منّك ..!
ثمنك إيمانك وخلقك مر هذا الرجل الفقير المعدم ، وعليه أسمال بالية وثياب رثة، جائع البطن.. حافي القدم.. مغمور النسب ، لا جاه ولا مال ولا عشيرة ، ليس له بيت يأوي إليه ، ولا أثاث ولا متاع ، يشرب من الحياض العامة ب كفيه مع الواردين وينام في المسجد ، مخدته ذراعه، وفراشه البطحاء ،
لكنه صاحب ذكر ل ربه وتلاوة ل كتاب مولاه ، لا يغيب عن الصف الأول في الصلاة والقتال ،
مر ذات يوم ب رسول الله صلى الله عليه وسلم ف ناداه باسمه وصاح به : « يا جليبيب ألا تتزوج؟ ». قال : "يا رسول الله ، ومن يزوجني؟ ولا مال ولا جاه؟ ".
ثم مر به أخرى ، فقال له مثل قوله الأول ، وأجاب ب نفس الجواب ، ومر ثالثة ، ف أعاد عليه السؤال وأعاد هو الجواب ، ف قال صلى الله عليه وسلم : «يا جليبيب ، انطلق إلى بيت فلان الأنصاري وقل له : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ، ويطلب منك أن تزوجني بنتك».
وهذا الأنصاري من بيت شريف وأسرة موقرة ، ف انطلق جليبيب إلى هذا الأنصاري وطرق عليه الباب وأخبره ب ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ف قال الأنصاري : "على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام ، وكيف أزوجك بنتي يا جليبيب ولا مال ولا جاه؟".
وتسمع زوجته الخبر ف تعجب وتتساءل : "جليبيب ، لا مال ولا جاه؟!".
ف تسمع البنت المؤمنة كلام جليبيب ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ف تقول لأبويها :
"أتردان طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
..............................لا والذي نفسي بيده". ..............................لا والذي نفسي بيده". ..............................لا والذي نفسي بيده".
وحصل الزواج المبارك والذرية المباركة والبيت العامر ، المؤسس على تقوى من الله ورضوان ،
ونادى منادي الجهاد، وحضر جليبيب المعركة ، وقتل ب يده سبعة من الكفار ، ثم قتل في سبيل الله، وتوسد الثرى راضيا عن ربه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن مبدئه الذي مات من أجله،
ويتفقد الرسول صلى الله عليه وسلم القتلى ، ف يخبره الناس بأسمائهم وينسون جليبيبا في غمرة الحديث ، لأنه ليس لامعا ولا مشهورا،
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر جليبيبا ولا ينساه، ويحفظ اسمه في الزحام ولا يغفله،
ويقول : ...................«لكنني أفقد جليبيبا! ».
ويجده وقد تدثر ب التراب، ف ينفض التراب عن وجهه ويقول له : «قتلت سبعة ثم قتلت؟ ، ................................أنت مني وأنا منك ، ................................أنت مني وأنا منك ، ................................أنت مني وأنا منك ................................أنت مني وأنا منك ».
ويكفي هذا الوسام النبوي جليبيبا عطاء ومكافأة وجائزة...
إن ثمن جليبيب إيمانه وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، ورسالته التي مات من أجلها... إن فقره وعدمه وضآلة أسرته لم تؤخره عن هذا الشرف العظيم والمكسب الضخم ، لقد حاز الشهادة والرضا والقبول والسعادة في الدنيا والآخرة :
(فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [سورة آل عمران : 170].
إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة. إن سعادتك في معرفتك للأشياء واهتماماتك وسموك. إن الفقر والعوز والخمول ، ما كان -- يوما من الأيام -- عائقا في طريق التفوق والوصول والاستعلاء.
هنيئا ل من عرف ثمنه فعلا ب نفسه ، وهنيئا ل من أسعد نفسه بتوجيهه وجهاده ونبله، وهنيئا ل من أحسن مرتين، وسعد في الحياتين، وأفلح في الكرتين، الدنيا والآخرة.
| |
|
منصورة عضو مميز وفعال
عدد المساهمات : 50 نقاط : 90 تاريخ التسجيل : 27/04/2010 الموقع : http://manssora.yoo7.com/forum.htm
| |