( ضميـر )
كان فيما مضـى " حيا ً " , يعيش في أرواحنا , ولأنه حي فكنـّا نعيـش بحب و حنان و سلام
و بيوم من الأيام اختطفه شخص مجهول , وأصبح مفقودا , و ضننا أنه تحت الثرى مدفونا لا نراه ,
فساءت الحال , و الأحوال , فأصبحنا نعيش بلا ضمـيـر , لكـن سنجده يوما ً و تعود الحياة .
( طـَعـْـنه )
تلك " الهدية " التي لم ينتظرهآ , و لكـنها أتته كضربه مميته ,
من أقرب الأصحاب و أ َحبّ الأحباب , فغرق في دم ٍ يفوح منه عطر ,
ليس ككل العطور , إنه عطر الغدر , رائحته كرآئحة الطاعن ,
و كطعم المـر لا يستساغ , فهو طـُعِن من صديق .
( ظـُـلم )
ذاك " الجور " الذي يلقاه الأحبة , يا قسوتها تلك اللحظة , عندما يكون الظلم من أقرب أحبابنا ,
نصمت لعل و عسى , و لكن ذاك الحبيب لا يعرف سوى ان يستبد في ظلمه , و تبـقى نقطة سوداء ,
لا يخف ألمها سوى بقليل من قطرات الدمع , لأننا نعتبره حبا ً لا يحق لنا جرحه كما فعل بنا .
( عـَباءة )
" الستار " الذي فـُـقِـد من النسوة إلا من رحـم , أنحل الستار , و أنجرف الكـثير خـلف
عباة ٍ ضاقت كـ خرم إبره , و أبرزت جسدا ً كـ منحنيات رسـّام بـلوحة , و حمـّلت كل من ينظر
إليهآ ذنبا ً لإفتتانه بـ وزرها , و ما زالت , تمشي بوزرها , و تزيد ذنوبهم .
( غــزة )
تلك " الأم " التـي تأرملت , و تلك الطفلة التـي تيتمت , و تلك الوردة التـي قطفت ,
هـي وادي الدماء الطاهرة , و نهر الدموع العذبة , و حزن مستمر , لأجـل غير مســمى .
( فـــْــــيض )
تعشقها " النـساء " و لا يقل عنهن الرج ـآل , قيل فاض الماء من الإناء , وقيل سرك في بئر
و لكـن هنا , فاض السر عن البئر , فسال حوله , و ذهب بعيدا تنقله ظروف الإنحدار ,
و إن قلنا الريآح فقد اصبنا , هي هواية نقل الكلام , و إن قلنا شغف و ولع بكشف الأسرار .
( قــَـــلم )
هو " لـي " أملكه و يملكـني , أعشقه , و يهيم بـي , امنحه الحرف , فيكتبه كلمة ً ,
و أهدية كلمة ً فيصيغها جملة , نزف المشاعر , و بوح الصمت , و حب ٌ ينسكب منه
عبر الورق , فأصنع الجمال به , أعذروني فلقلمي حق التغزل و إن جـف .